--------------------------------------------------------------------------------
"حول" و"حمى" تدفعان باحثا لمطالبة كبار العلماء بمناقشة حدود المدينة
فضائية أسقط عليها الباحث قارىء حدود الحرم (بالأحمر) والحمى (بالأخضر) حسبما تراه
شبكةاخبار!wtn!
انطلاقا من المفهوم السليم لكلمتي "حول" و"حمى" دعا الدكتور غازي بن سالم التمام أحد أكثر الباحثين اشتغالا بقضية حدود حرم المدينة هيئة كبار العلماء إلى مناقشة حدود حمى المدينة إضافة إلى حدود الحرم خلال اجتماع الهيئة المنتظر عقده الأسبوع الجاري.
وفيما يتعلق بحدود الحمى، قال التمام إنه سبق أن قام في دراساته بتطبيق ما ورد في حديث أبي هريرة السابق عن حدود الحمى على الطبيعة، ووجد بحسب دراسته أنها تقع على مسافة 12 ميلا من كل اتجاه من المدينة، أشراف الأرض التي يصب سيلها باتجاه المدينة، وكأن ذلك يمثل - بحسب وصف التمام-حوضا مستديرا.
وكلمة "حول" التي وردت في حديث أبي هريرة تعني من كل نواحي المدينة، كما ورد في حديث آخر "كل ناحية من المدينة بريدا بريدا" يعني "الحمى"، وفي بعضها "بريد من كل نواحيها". ويشير الدكتور غازي التمام إلى أن شرح الإمام مالك بن أنس يغني عن غيره من الشروحات التي تتناقض معه.
--------------------------------------------------------------------------------
دعا الدكتور غازي بن سالم التمام أحد أكثر الباحثين اشتغالا بقضية حدود حرم المدينة هيئة كبار العلماء إلى مناقشة حدود حمى المدينة إضافة إلى حدود الحرم خلال اجتماع الهيئة المنتظر عقده الأسبوع الجاري، مشيدا في ذات السياق بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية بإعادة النظر في موضوع حدود حرم المدينة، وكذلك اهتمام سماحة المفتي العام بهذه القضية العلمية مما دفع نحو تشكيل لجنة من كبار العلماء لدراسة الأمر.
وفيما يتعلق بحدود الحمى، قال التمام إنه سبق أن قام في دراساته بتطبيق ما ورد في حديث أبي هريرة السابق عن حدود الحمى على الطبيعة، ووجد بحسب دراسته أنه يقع على مسافة 12 ميلا من كل اتجاه من المدينة، أشراف الأرض التي يصب سيلها باتجاه المدينة، وكأن ذلك يمثل –بحسب وصف التمام- حوضا مستديرا.
وكلمة "حول" التي وردت في حديث أبي هريرة تعني من كل نواحي المدينة، كما ورد في حديث آخر "كل ناحية من المدينة بريدا بريداً" يعني "الحمى"، وفي بعضها "بريد من كل نواحيها". ويشير الدكتور غازي التمام إلى أن شرح الإمام مالك بن أنس يغني عن غيره من الشروحات التي تتناقض معه. كما ورد في فقه الإمام مالك أنه قال "حمى رسول الله صلى الله وسلم إلى مضرب القبه ومضرب القبه نحواً من بريد". ومضرب القبه يبعد عن المدينة مسافة 12 ميلا.
وأضاف التمام في تدليله على ضرورة تحديد حدود الحمى أنه ورد حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "حماي من حيث استاقت بنو فزارة لقاحي". واللقاح استيقت من أقصى الغابة في منطقة الخليل وهي تبعد عن الحرم مسافة 12 ميلا تقريبا، وإن كان الحديث ضعيفا فله شواهد. وتبقى الحجة بالحديث الصحيح.
وتكشف نتائج دراسة التمام حول حدود حمى المدينة إمكانية الجمع بن أحاديث الحمى سواء منها ما تحدث عن المسافة وما تحدث عن المواضع وكذلك ما تحدث عن اتجاهات السيول ومجاري الأودية. وتشكل هذه المواضع شكلا هندسيا على شكل دائرة نصف قطرها 12 ميلا من كل اتجاه.
وقال الدكتور التمام إنه يتفق تماما في مسألة حدود الحمى مع ما ذهب إليه عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية سابقا الدكتور عبدالعزيز القارئ في كتابه عن " حدود حرم المدينة وحماها". وأوضح أن هناك فرقا بين حرم المدينة وحماها من ناحية الحدود ومن ناحية الأحكام على المكلفين.
ويرى باحثون أن الحمى يبتدئ من بداية الحرم وينتهي أبعد منه، كما يفهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
"حرم رسول الله صلى الله عليه وسلام ما بين لابتي المدينة، قال أبو هريرة: فلو وجدت الظباء بين لابتيها ما ذعرتها، وجعل اثني عشر ميلا حول المدينة حمى" رواه مسلم. ويشير الحديث إلى أن الحمى ليس وصفا للمساحة المحرمة.
ومن المنتظر أن تحظى قضية حدود حرم المدينة بأكثر النقاشات نصيبا على طاولة هيئة كبار العلماء في اجتماعاتهم الدورية التي ينتظر عقدها خلال الأيام المقبلة خصوصا بعد أن رفع مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة تقرير الباحثين من أهل الخبرة والذي يتضمن آراءهم في هذا الاتجاه، وذلك بعد أن أسندت إليه اللجنة الفرعية المشكلة من عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء مهمة جمع ورصد آراء الباحثين في تاريخ المدينة المنورة الذين كانوا قد سجلوا عبر جلسات مطولة قبل ما يزيد على الأسبوع جميع مرئياتهم وملاحظاتهم المرفقة مع خرائط جوية تجاه القضية الأكثر جدلا في الأوساط العلمية.
وعلمت "الوطن" من مصادرها أن هناك احتمالا لاستدعاء باحثين لسماع آرائهم مباشرة حول قضية حدود الحرم.
وفي الوقت الذي تكشف فيه آراء الباحثين في تاريخ المدينة عن حالة ارتياح واطمئنان كبير لتعامل اللجنة التي يرأسها الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع بحيادية وشفافية تامة مع جميع الآراء المطروحة باتفاق الباحثين خصوصا بعد زيارتهم الميدانية برفقة عدد من الباحثين لمواقع أعلام الحدود الحالية.